نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا رجل في الأربعين من العمر... متزوج وزوجتي لا يعيبها غير شغفها بالخروج وحضور الحفلات والتسكع في الأسواق... باتت تلك الأمور تضايقني نصحت وبينت وأرشدت... وكأنني أكلم جمادا... ماذا أصنع حتى يستقيم الحال؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن المؤسسة الزوجية تحتاج قدرا من التضحية والصبر والبذل المتبادل مع نبذ الخلاف والبعد عن الأمور التي تجر لمتاهات النقاش العقيم والرأي والرأي الآخر... فإن الشيطان يتسلل من تلك الأبواب ليفسد البيوت ويقلبها رأسا على عقب، بعد أن تتحول الحياة فيها إلى نوع من الجحيم الذي لا يطاق، وربنا سبحانه قد وصف الحياة الزوجية بأنها سكن {وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وتلك من أسمى الغايات والأهداف النبيلة من الزواج، فلا يصح أن نفسدها برغبات شخصية آنية سرعان ما تنكشف سخافتها إذا انجل الغبار واتضحت الرؤية، ولا شك أن الحياة المعاصرة باتت تفرز الكثيرة من العادات والسلوكيات التي لم يكن أسلافنا يعفونها والواجب هو التعاطي مع كل ذلك بقدر من الحنكة والحذر والبحث عن مكامن الداء والعمل على علاجها دون أن نتسبب في تلف أعظم، وهذه بعض التوجيهات لعل الله ينفعك بها:
أولا: عليك باللجوء إلى الله في شأنك كله وسله صلاح النية والذرية.
ثانيا: الحوار الهادئ له أعظم الأثر على النفس البشرية، فاعمل على مناقشة زوجتك واستمع لرأيها وما تبرر به ما تقوم به من أمور غير مقبولة في نظرك.. ومن ثم بين لها الوجهة السليمة والتي هي محل اتفاق بين الجميع- في الغالب- وتأكد أن السماع لرأيها سيكون له أعظم الأثر في التأثير عليها وجعلها تتجه الوجهة السليمة المتوافقة مع شرعنا الحنيف.
ثالثا: بين لها مخاطر الأسواق والتسكع في شوارعها لغير حاجة وما قد يجر إليه من أمور مضرة بالدين والدنيا، وكذا الحرص على حضور المناسبات غير الضرورية من أعراس أو غيرها.
رابعا: لا يكن هدفك هو تسفيه رأيها وإظهار عجزها عن اختيار الأمور التي تنفعها، بل ليكن دورك هو الإرشاد والتوجيه وإظهار الحرص على ما يصلح البيت كله «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...». ناقشها بالدليل الشرعي، ولا تكن متعصبا لرأيك، ولكن شعارك قول المولى عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة...}.
خامسا: تحدث معها عن الأبناء وما يتشربونه من سلوكيات الآباء، وما ينبغي أن تكون عليه من قدوة حسنة، وغير ذلك من الأحاديث الإيجابية الباعثة على البحث عن سبل الخير.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.